نوارة نجم تكتب فى التحرير: عفوا.. لقد نفد رصيدكم

من اجمل ما قرأت لنواره نجم






قد عانى الشعب المصرى، وما زال، من الظلم والغبن والقهر وإهانة الكرامة على مدى 30 عاما، ويجدر بنا الإشارة إلى أكذوبة أن مبارك حكم بالعدل فى السنوات العشر الأولى من حكمه، إذ إن مبارك لم يحكم لحظة واحدة، بل ظلت الولايات المتحدة الأمريكية تحكم مصر منذ توقيع معاهدة السلام وحتى هذه اللحظة، أقول هذه اللحظة التى أكتب فيها هذه السطور.









نعم إخوتى فى الوطن. نحن الآن فى مواجهة محاولات احتواء الثورة المصرية وإعادة مصر تحت الاحتلال من قبل أمريكا، ووسيطها هو من عاش أكثر من ثلاثين عاما على معونتها حتى سمن ونسى دماء أريقت على تراب مصر تحت أعينه.

هل نسى المجلس العسكرى أن الشعب المصرى خرج إلى الشوارع يطالب بإسقاط النظام ولم يبق خلفه فى البيوت إلا المريض والمسن أو الفاسد المستفيد من النظام؟ هل نسى المجلس العسكرى أن النظام يعنى مؤسسات الدولة الفاسدة التى أراد لها الشعب التطهير حتى تعود مصر دولة محترمة؟ وهل نسى أن الشعب المصرى بالفعل قام بوعى بتعطيل هذه المؤسسات على مدى 18 يوما وعلى رأسها وزارة الداخلية؟ ويبدو أنه نسى أيضا أن الشعب المصرى كان قد عفا عنه لأسباب أمنية، ولولاء المصريين الشديد لبلادهم، وتقديسهم حدودهم، وعدائهم البين لإسرائيل والولايات المتحدة، وخوفهم على بلادهم من تهديد حرب. عفا الشعب المصرى عن المؤسسة العسكرية بالرغم من معرفته بكل خباياها فى مقابل حماية البلاد والتعهد بتنفيذ مطالب الثورة، ولقد وعدنا المجلس العسكرى بتنفيذ كل مطالب الثورة، وأهمها: تطهير المؤسسات الفاسدة وإعادة بنائها، العدالة الاجتماعية بكل أشكالها، الاستقلال الوطنى، أى، لفظ كل أشكال التبعية للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وأخيرا الحرية والديمقراطية. فلا خط أحمر إلا إرادة الشعب ودماؤه، وعلى هذا الأساس، كان قرار الإجماع الوطنى بتحييد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ومنحه الأمان المطلق، وإشراكه فى الثورة، وأبدى المجلس قبوله لهذا العرض.

كان أمام أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة فرصة تاريخية لغلق كل الملفات السابقة بحلوها ومرها، كانت أمامهم فرصة تاريخية أن يصبحوا أبطالا تسمى شوارع مصر بأسمائهم، وتعلق صورهم فى الميادين وعلى صدور الشباب والفتيات، ويرسمها شباب الفقراء على أذرعهم بالوشم، ولا أعلم ما السر الذى دفع أعضاء المجلس لتفويت هذه الفرصة على أنفسهم.

ماذا يعنى أن يعمد المجلس العسكرى إلى تفريق وحدة الصف الوطنى عبر استفتاء نعم ولا، الذى تبين أن نتيجته واحدة؟ ماذا يعنى أن يعود ليبذل قصارى جهده لتفريق الصف الوطنى -بعد أن كان تجاوز أزمة «نعم / لا»- بإعادة فتح الملف والتحدث عن: الدستور أولا / الانتخابات أولا؟ لماذا أعاد لنا المجلس العسكرى وزارة الداخلية بعد أن سمكرها وصنفرها ورجعت إلينا «جديدة بورقتها»؟ لماذا يقدم المجلس الثوار لمحاكم عسكرية ولا يحاكم الفسدة وإنما يتحفظ عليهم إلى حين؟ لماذا عمد المجلس العسكرى إلى توقيع عقوبات جماعية على الشعب المصرى تارة بتخويفه من أزمة اقتصادية مفتعلة وإيهامه بأنه سيتضور جوعا، وتارة بخطاب إعلامى داعم لآلة القمع المسماة الشرطة، وتارة بإثارة فتن طائفية عبر عناصر تبين لنا فى يوم الجمعة 22 يوليو أنها مجندة وموجهة لتنفيذ ما تؤمر به كما رأينا فى جامع الفتح؟ لماذا يصر المجلس العسكرى على إعادة فتح «عركة» الدستور أولا والانتخابات أولا التى تجاوزناها فى اعتصام التضامن مع أهالى الشهداء؟ لماذا يصر على توصيف شهدائنا بالبلطجية؟ لماذا لا يريد للناس أن تفرح بثورتهم؟ لماذا يريد أن يندمهم على الثورة؟ لماذا يزرع عناصر المخابرات العامة والعسكرية بيننا فى اعتصام التحرير؟

ملحوظة: ابقوا دربوهم أحسن من كده شوية.. بيتكشفوا فى ثانية، دى فلوسنا دى.

وأخيرا: ما الذى دفع المجلس العسكرى للظن بأننا سنسمح باتهام فصيل وطنى شارك فى العمل الوطنى والحراك السياسى منذ عام 2008 حتى الآن بالخيانة والعمالة والوقيعة، ألا وهو «حركة 6 إبريل»؟

من الذى يقوم بالوقيعة الآن؟ من الذى ينفرد بالفصائل السياسية فصيلا فصيلا ويعطيه وعودا حيث يدخل الفصيل إلى غرفة المجلس وهو وطنى فيخرج منه وقد تحول إلى الحزب الوطنى؟

عيب قوى قوى قوى كده.. لقد قرطستمونى.. وأنا ما احبش حد يقرطسنى.

والله الموفق.
 

  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

امام الشيطان

في عيد الثورة (شعر من حسني مبارك اهداء الي شعب مصر)